السبت، 17 سبتمبر 2016

ماذا جرى في اليوم العشرين من الغزو الامريكي للعراق 7 نيسان 2003 ؟


كنا نتوقع ان الحال سيصل بنا الى ما وصلنا إليه!! فقد وضعت وزارة الاعلام العراقية خطة لغرض ديمومة عمل الصحف العراقية .
وتم توزيع دراجات بخارية واخرى هوائية لغرض التواصل مع وكالة الابناء العراقية التي كانت تشغل الطابق السابع والثامن في وزارة الاعلام بكرادة مريم .
كما تم تخصيص زوارق مائية لغرض العبور بين الرصافة والكرخ لتسلم الاخبار والبيانات من الوزارة
وكانت الوزارة قد وضعت خط للدراجات الهوائية لغرض تسلم بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة والناطق العسكري الذي اتخذ مقرا بالمنصور قرب محل سيد الحليب
وكصحيفة القادسية التي افتخر اني كنت مدير تحريرها وبعد ان قصفت في أول ليلة من الغزو بصاروخين انتقلنا الى مبنى قديم من دار الحرية للطباعة في باب المعظم وبجوار جريدة الجمهورية ولكن ليلا ننتقل الى جريدة الجمهورية لغرض الاعتماد على المونتاج الصوري وطبع البليت ومن ثم نقلل البروفات الى مطبعة الجمهورية في منطقة حي المستنصرية جوار الجامعة
وفي هذا اليوم انقطع الكثير من زملائي في الصحيفة عن العمل بسبب احتلال مناطق من قبل قوات الغزو ومنهم الزميل الشاعر يونس ناصر عبود الذي يسكن السيدية وجبار نحو مدير المطبعة الذي يسكن الحرية والمصصمان رافد حميد بالمنصور ورافد عبد العال والطباعين سلمان عبد الرحيم وسلمان فليح وغيرهم
اما الزميل محسن هاشم الذي تسلم البايسكل لغرض جلب الاخبار من وكالة الاتباء فهو الاخر انقطع
كما ان الزميل رئيس التحرير الشاعر عبد المطلب محمود فان بيته في البلديات قرب الامن العامة وتعرضت منطقتهم لقصف شدبد
وتم الاعتماد بالتنضيد وجلب الاخبار على مسجل يعمل على البطارية تسلمته قبل الغزو بيومين نوع قيثارة وعلى المواد الموجودة في عدد سابق لان الصحيفة كانت باربع صفحات ويصعب املائها بالمواد الصحفية .
وترأس صدام حسين اجتماعا ضم طه ياسين رمضان وطارق عزيز وقصي صدام حسين المشرف على الحرس الجمهورية وهنأ العراقيين بذكرى مولد الحزب
دبلوماسيو ألمانيا جواسيس
وتعرضت بغداد اليوم لموجة جديدة من القصف المعادي الصاروخي والجوي.. استهدف أحياء الدورة وأبي دشير والبياع والسيدية والمنصور حيث استشهد 14 مدنيا عراقيا وأصيب عشرات آخرون إثر سقوط صاروخ أمريكي على المنصور بوسط العاصمة العراقية بغداد.. وخلال قصف وحشي نفذته القوات الغازية على بغداد قالت أن الموقع كان متواجدا به صدام حسين وبعض أعضاء القيادة كانت السفارة الألمانية ودبلوماسيها في بغداد قد أبلغت عنه حسبما اعترف به أحد مسؤولي البنتاغون الذي قال لقد قدما لنا دعما مباشرا وزودانا بمعلومات حول بعض المواقع المستهدفة”.
وقال لقد قامت القوات الأمريكية في 7 أبريل/ نيسان 2003 بالاشتباه بتواجد صدام حسين في مطعم في حي المنصور في بغداد.
العميلان الألمانيان قاما حسب رواية المسؤول الأمريكي بتزويد الاستخبارات الأمريكية بمعلومات “عن تواجد سيارات ليموزين مصفحة في المنطقة.”
بعد ذلك مباشرة قصفت الطائرات الأمريكية المكان، مما أدى إلى استشهاد 12 مدنيا على الأقل، وقال الموظف الأمريكي: “لقد كانت معلومات العميلين الألمانية ضرورية جدا لتنفيذ الهجوم.”
كما ذكرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” والقناة الأولى للتلفزيون الألماني ARD” الألمانيتان أن أجهزة الاستخبارات الألمانية BND قدمت دعما فعليا للقوات الأميركية في العراق في آذار 2003، وإضافتا أن اثنين على الأقل من عناصر المخابرات الألمانية بقيا في بغداد طوال مدة الحرب وقدما معلومات إلى وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية.
وقالت الصحيفة نقلا عن موظف رفيع المستوى في الاستخبارات الألمانية طلب عدم الكشف عن هويته، أن عنصري المخابرات “أقاما على ما يبدو في مقر البعثة الفرنسية بعد إغلاق السفارة الألمانية في العراق في 17 آذار 2003 قبل ثلاثة أيام من اندلاع الحرب”، بتقديم “دعما مباشرا” في تحديد الأهداف التي يجب قصفها، وأوضحت الصحيفة أن “هذا التعاون تم بموافقة منسق الاستخبارات في المستشارية الألمانية حينذاك ارنست اورلاو ورئيس الاستخبارات اوغست هانينغ”.
وكانت معلومات قد أكدت انه قبل العدوان بشهر من عام 2003 قدم ضابط مخابرات ألماني في قطر نسخة إلى مسؤول في وكالة المخابرات الدفاعية الأميركية كان يعمل في مقر قيادة الجنرال تومي فرانكس وقت الحرب.
وقالت الصحيفة: ان الخطة العراقية كانت تدعو إلى حشد القوات على طول عدة حلقات دفاعية قرب بغداد بما في ذلك خط احمر يتمسك به الحرس الجمهوري حتى النهاية.
ووصف العلج الجنرال ماكرستال ستانلي ماكرستال نائب رئيس هيئة العمليات بالقيادة المشتركة للقوات الأمريكية الغازية الغارة التي شنتها قاصفات العدو والتي تحدثت عنها يوم امس على بيت في حي المنصور بأنها ورغم أنها كانت فعالة ومؤثرة جدا إلا أن التقييم المبدئي لنتائج القصف لم يكشف عن الأشخاص الذين كانوا داخل البيت أو مصيرهم، وإذا كانت الغارة قد أسفرت عن مقتل صدام حسين أو نجليه فإن هذا يعد نجاحا كبيرا لأن أحد نجلي صدام يتولى قيادة قوات الحرس الجمهوري والآخر يتولى قيادة فدائيي صدام والتي تعد آخر عقبة كبيرة تواجه القوات الأمريكية، على حد قوله، إلا أن شبكة “بي. بي. سي” الإخبارية البريطانية ذكرت ونقلا عن مصادر أمنية بريطانية القول إن صدام نجا من الهجوم.
ووصف الصحفيون الذين أخذتهم دائرة الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام في جولة تفقدية إلى حي المنصور حجم الدمار الذي شاهدوه مؤكدين أن الانفجار الهائل الذي أصاب المنطقة ترك وراءه حفرة قطرها 50 مترا وعمقها 10 أمتار وتسبب في تدمير عدة منازل قريبة منه وشوهدت قطع الزجاج المتناثرة وكتل من الخرسانة على مساحة واسعة من منطقة الانفجار.
يذكر أن 14 شهيدا سقطوا من جراء هذا القصف واصيب عدد كبير حيث استخدمت حسب قول العلج الميجر براد بارتليت المتحدث باسم القيادة المركزية في الدوحة بقطر قاذفات من طراز “بي – 1” في عملية القصف!!!
وقال العلج ليفتينيت كولونيل فريد سوان مسؤول نظام التسلح بالطائرة التي نفذت الهجوم على بيت في حي المنصور أبلغت السفارة الألمانية في بغداد أن صدام حسين كان فيه، إن الأمر بتنفيذ الغارة الجوية جاء في الوقت الذي كان فيه الطاقم يعيد تزود الطائرة الحربي من طراز “بي 1” بالوقود في الأجواء وأن طاقم طائرة الاستطلاع “أواكس” الذي اصدر إليه الأمر بتنفيذ الغارة الجوية وصف الهدف بأنه الكبير مشيرا إلى أن المساحة الزمنية التي منحت له من وقت تلقي الأمر إلى إلقاء القنابل علي الهدف لم تتعد 12 دقيقة فقط وأنه كان على الأفراد الأربعة على متن الطائرة التنسيق بسرعة، وقال إن الأمر لم يكن فقط مجرد إعداد الذخيرة، بل التأكد من دعم نظام الإنذار والتحكم المحمول جوا “اواكس” وكذلك وجود وقود كافي بالإضافة إلى ضمان دعم طائرات “أف 16” للتعامل مع أي نشاط لدفاعات أرض جو العراقية وتوفير غطاء للتشويش على أجهزة الرادار العراقية الموجودة في المنطقة.
بينما قال قائد الطائرة العلج الكابتن كريس واشتير إن إلقاء قنابل (جي دي أي أم) وهو اختصار يعني ذخيرة الهجوم المباشر المشترك يعد أشبه بإطلاق قناص النيران من بندقيته ولم يكن هناك متسع من الوقت وأن كل ما في الأمر أن قائد الطائرة ينتظر تلقي الأمر وعندها يصبح المطلوب هو التوجه نحو الهدف وكانت الطائرة تحلق على ارتفاع 25 ألف قدم فوق الأجواء العراقية بسرعة ما بين أربعمائة إلى خمسمائة عقدة عندما تلقت الأمر بتنفيذ الغارة ضد مواقع قيادي.
غارات وحشية
وشنت القوات المعتدية غارات جوية شاركت بها ألف طائرة معادية خلال هذا اليوم فقط تركزت اغلبها على مدينة بغداد فقط.
واستهدف القصف الأمريكي الوحشي وزارة الإعلام وفندق الرشيد الذي طلب من الصحفيين مغادرته والتحول إلى فندق فلسطين بحجة أنهم لن يضمنوا سلامتهم ولكن يبدو أن الغزاة كانوا يهيئون لمسرحية أرادوا أن يكون الصحفيون شهود عليها، وكانت بغداد ممتلئة بالمقاتلين العسكريين بكامل عتادهم أو المقاتلين في ملابس مدنية.
كما قامت قوات الغزو الأمريكية فجر اليوم بعملية “استعراض عضلات كبري” في بغداد.. حيث قام اللواء الثاني من فرقة المشاة الثالثة مدعوماً بسبعين دبابة (ابرامز) و60 عربة قتال مدرعة من طراز (برادلي) بقيادة الفرقة 1- 64 التي قادها العلج بيركنز ومسندة بصواريخ jdams الموجه بالليزر بالدخول إلى وسط بغداد تحت غطاء طائرات (أي 10) “صائدة الدبابات” وطائرات بدون طيار لتحتل قصر الرئاسة المدمر وقصر “السجود” الصغير على ضفاف نهر دجلة والذين تم إخلاؤهما قبل بدء العدوان في 20-3-2003 بأسبوع من كل موجوداتهما وحراسهما لأن القيادة تعرف أن أول الموقعين أكثر قصفا سيكونان هذين المكانين ولكن ما أن دخلت القوات الغازية الذي كان خالياً من الدفاعات الأرضية بسبب ما تعرض له من قصف مستمر سوى معظم مبانيه بالأرض حتى تعرضت للقصف بالهاونات والأسلحة المضادة للمدرعات من كل حدب وصوب.
واعترف العلج المجرم رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز أن قواته أطلقت منذ بداية العدوان أكثر من 750 صاروخا عابرا من نوع (توماهوك) وألقت أكثر من 18 قنبلة موجهة على المواقع الحكومية والمعسكرات العراقية .
وتمكن العراقيون والمجاهدون العرب من شن عدة هجمات على إمدادات العدو في مناطق السيدية وجامع أم الطبول مستخدمين قذائف (الآر بي جي) والرشاشات والهاون على القوات الأمريكية وخاصة السرية B التي يقودها العلج النقيب روني جونسون وقوة 2-7 التابعة للواء الأول الأمريكي بقيادة العلج الملازم أول سكوت رودرز التي تهستر عناصرها واخذوا يرمون بالهواء وعلى المساكن والأهالي خوفا من الفدائيين العرب وفدائيي صدام ومنتسبي الحرس الخاص على الرغم من استخدامهم المناظير الحرارية الأمريكية التي تكشف الأهداف ليلا كما أقاموا خنادق ترابية حول عرباتهم خوفا من العمليات الاستشهادية.
أم القنابل على القوات العراقية
في ظهيرة هذا اليوم أقلعت أربعة طائرات ثقيلة متسللة من قاذفات “ستيلث” Stealth (الشبح) من نوع B 2A Spirit من قاعدة دييغوغارسيا” في المحيط الهادي والتي نكبت في ما بعد بظاهرة تسونامي الشهيرة.
كما أقلع في وقت متأخر عصر اليوم طائرات عملاقة متخصصة بعملية النقل العسكري من نوع C 17 Global ولكن في هذه المرة كانت معدة لنوع جديد من المهام القذرة قاصدة غرب بغداد للفتك بلوائين مدرعين من الحرس الجمهوري العام اشتبكوا مع شتات العلوج المذعورة المدحورة التابعة للواء الخيالة الميكانيكي الثالث بعد قتال دامي فقد فيه قرابة ثلاثة تشكيلاته في محرقة المطار بين قتيل وجريح وأسير.
أما الفئة المتسللة من قاذفات العدو فقد اتجهت نحو جنوب بغداد وقد كانت حمولة الطائرات الستة جميعها ستة مستودعات ضخمة من زنة 10 طن (22000 رطل) تسمى إعلامياً بأم القنابل Mother Of All Bombs وعسكرياً تدعى “العتاد الجوي الهائل التدمير” MOAB أما عند الاستخبارات الأمريكية فتدعى (هرمجدون) “أرمغدن” أي نهاية الأزمنة، وهذا العتاد العملاق يحدث قوة محو حرارية إشعاعي مع موجة ضغط مدمرة هائلة من خلال تفاعل تسلسلي فائق السرعة (39 ملي ثانية) من خلال البدء بحشوة من فئة القدرة التدميرية الفائقة التي يرمز لها EBWs تولد حرارة تصل إلى 10000 درجة مئوية تقوم بتحريض كمون الطاقة لمسحوق من خليط معدني خاص تم تفعيلة من خلال الحرارة والضغط الهائلين حيث نتج عن تفاعله موجات ميكروويف حرارية هائلة غطت مساحات كبيرة بطاقة حرارية نبضية مخيفة في المركز تصهر العتاد الثقيل وتبعثره وتبخر الأجسام الحية ضمن مساحة تصل إلى 3 كم2 وفي المحيط الحراري تفحم الأشعة الحرارية الآلات والدروع وتمحو البنية الرطبة للأجسام المشبعة بالغازات في الكائنات الحية (الجلد والأحشاء) وتفحم الصلب (العظام) ويتسع ذلك حتى مساحة 7 كم2 (700 هكتار) في الأماكن المفتوحة وينفذ تأثير أشعتها الحرارية النبضية القذرة في عمق الأرض لما يتراوح ما بين 10 إلى 15 متراً لتقتل حتى هذا العمق كل ما يتنفس, وهذه المستودعات تعادل بتأثيرها ما ينتج عن قنبلة نووية تكتيكية متوسطة أو ما يساوي ربع قوة قنبلة هيروشيما الذرية أي 5 كيلو طن من مادة (ت. ن. ت) الشديدة الانفجار.
كان الهدف لهذه الوسائط الحرارية الإشعاعية الفتاكة التي حملت بقاذفات (ستيلث) المحلقة على ارتفاعات شاهقة بصمت إلكتروني شبة تام هو أماكن تمركز اللواء 31 المدرع وهو من ألوية فرقة “العابد” من الحرس الجمهوري الخاص الذي من المفترض أنه متمركز في جنوب شرق المحمودية إضافة إلى لواء دفاع جوي تابع لنفس الفرقة المتحصن غرب سد اليوسفية .
أما مستودع الميكروويف الحراري العملاق الثالث (ثيرموميكرو) فقد شق طريقة أسوة بنظائره بتتبع وتوجيه الرنين المغناطيسي وفق نظام GPS الصادر عن الأقمار الصناعية الملاحية “نافستار” وقد كان مدعم لمقاومة التشويش بنظام العطالة للتوجيه الذاتي لينقض على موقع تحصن به وفق معلومات العدو لواء الحرس الخاص 35 التابع لفرقة “الفاروق” شمال اليوسفية .
أما مستودع الموت الرابع فقد انتهى به المطاف في مطار صدام الدولي كانت هذه العملية الجوية المعادية هي الأكبر في التاريخ الأمريكي بعد إلقاء القنابل الذرية على كل من المدن اليابانية هيروشيما (قنبلة الولد الصغير من اليورانيوم “ليتل بوي”) ونكازاكي (قنبلة الرجل الكبير من البلوتونيوم “بيغ مان”) والتي هزت بانفجاراتها الستة المهولة كافة أركان بغداد وتسببت في تشبع أجواء أحيائها الجنوبية فيها بشحنة إلكترونية كثيفة لعدة دقائق أصابت الكثير بالغثيان وقد كانت من النوع المسرطن ، وبعد فإن ظهور هذا السلاح في ميدان المعركة كان بمثابة إعلان النهاية الفعلية للمرحلة الأولى من الحواسم وأصبح الاستمرار بها بالشكل التقليدي هو الانتحار الرخيص بعينه لنخبة العراق المحاربة.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما هي القوة التي دفعت شياطين العلوج إلى التجرؤ والمجازفة باستخدام هذه الأسلحة الإبادية المهولة التي فاقت بنتائجها المدمرة القنابل النووية التكتيكية المحدودة وبهذا الشكل المفرط بل أنها كانت تعد نفسها في حال استمرت الحرب بهذه الطريقة لإلقاء اثنا عشر مستودع مماثل لتمحو بها بغداد البطولة من الوجود؟؟!.
والجواب الذي حان وقت تصريحه جهارا اليوم هو أن حجم الخسائر في صفوف الغزاة كانت كبير جداً بما للكلمة من معنى وخلال فترة زمنية قصيرة مما دل على جبروت ودهاء الجيش الجمهوري وقادته في ميدان الحرب . وما حدث في معركة المطار ما هو إلا طرف صغير من الكمائن الكبيرة التي تعرض لها العدو ولكن لم يحدث لها إضاءة إعلامية في حيينها من أي من الأطراف المتحاربة فماذا حدث في ذلك الوقت الذي كان محصور بالفترة ما بين 2 – 5/4/2003 والتي سمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بأيام الجحيم الأسود لذلك يجب أن يعرف الجميع ما فعل أسود العراق في ذلك الوقت القصير.
بطولات البصرة.. المجاهدون العرب وفدائيو صدام والأهالي
وفي البصرة لازال القتال مستمرا بين فدائيي صدام والحزبيون والمجاهدين العرب الأبطال من تونس والمغرب والجزائر وسوريا الذين استمكنوا للعدو في كلية الآداب في جامعة البصرة عند ساحة سعد وفي المدينة الصناعية على طريق الفاو ضد القوات البريطانية والامريكية المسندة من القوات البحرية الاسترالية حيث استشهد 12 مقاتلا في معركة استمرت 4 ساعات شارك بها 4000 علج بريطاني من اللواء المدرع 17 من الفرقة السابعة البريطانية وبإسناد من الفرقة المدرعة الأولى البريطانية و 200 دبابة (تشالنجر) ومئات العربات المدرعة أمام مقاتلين لا يملكون إلا بندقية كلاشنكوف أو (آر بي جي سفن) لكن قلوبهم مفعمة بالإيمان بربهم ووطنهم .
وقد اعترف أحد قادة العلوج أن القتال معهم كان بدائياً استخدمت به البندقية والحربة أي بالسلاح الأبيض ووجها لوجه!!! وقال العلج الكابتن غاي غاتينبي أن الجامعة كانت مستهدفة لأنها معروفة بأنها نقطة متاعب!!!
كما شن البريطانيون الغزاة هجوما قامت به قوات اللواء الثالث لقوات الكوماندوس التابعة لمشاة البحرية الملكية البريطانية ودبابات تابعة للواء المدرع السابع “فئران الصحراء” و”الفرقة المدرعة السابعة” التي تستخدم دبابات “تشالنجر” و”الواريير” هجومهم من ثلاث شعب حيث يكون الأول بشن الهجوم نهارا والانسحاب ليلا تسندهم طائرات (الكوبرا) الأمريكية خوفا من تمكن العراقيون من اصطيادهم في الليل كما تصدى الفدائيون العراقيون والمجاهدون العرب للقوات البريطانية ومن خلال اللواء المظلي 16 الذي شن هجوما على منطقة البصرة القديمة التي يصعب استخدام الدبابات فيها وجرى قتال بين الفدائيين والقوات الخاصة البريطانية استطاع العراقيون فيها من قتل الكثير منهم حيث استمكن العراقيون لهم في أسطح المنازل والأزقة الضيقة وقد كان الأهالي من ابناء البصرة يرمون العلوج الانكليز بالحجارة او أي شيء يتاح لهم .
وقال العلج الميجر جنرال بيتر وول إن التحرك داخل شوارع المدينة القديمة الضيقة يتعين أن يكون على الأقدام فلن تنفع الدبابات وأن كانت حصينة لجنوده من قتل العراقيين لهم.
وادعى اللفتنانت كولونيل هيو بلاكمان من اللواء المدرع السابع البريطاني أن قواتهم سيطرت على جامعة البصرة في منطقة ساحة سعد إلا أن المجرم وزير الدفاع البريطاني جيف هون حذر من أن العراقيين لا زالوا يقاومون بشدة وان المقاومة لم تنته.
وشاركت الطائرات الأميركية من طراز (هورنيت أف-18) بقصف الأحياء السكنية خلال الليل في السراجي لإسناد مشاة البحرية الملكية البريطانية من فرقة جولييت التي تدعمها قوات من فرقة “كوينز دراغون غاردز” لاحتلال البصرة من جنوبها.
معارك نينوى
وفي الجبهة الشمالية تواصل تصدي أبطال الفيلق الخامس للقوات الأمريكية الغازية التي يساندها البيشمركة وجرت معركة ضارية قرب مدينة فايدة حيث تتمركز الفرقة الخامسة الآلية قوات محمد القاسم التي تضم الألوية 15 والعشرين والـ26 الأبطال ووجهوا لهم ضربات قاسية رغم مشاركة الطائرات السمتية المعادية وطائرات الشبح التي تنطلق من حاملات الطائرات في البحر المتوسط لترمي قنابلها على مواضع المقاتلين.
كما شهدت الموصل أعنف قصف جوي عاشته منذ بدء الحرب ضد العراق، مستهدفا الأحياء السكنية ومعامل الأدوية ومنشاة ابن حيان في شرق الموصل.
إسقاط طائرتين
وأسقطت دفاعاتنا الجوية طائرتين حربيتين أميركيتين الأولى من طراز (أي 10) المعروفة اللغة العسكرية بـ”قاتلة الدبابات” والثانية من طراز (أف 15) فوق معهد الدفاع الجوي في بغداد.
كما تم قتل عدد من العلوج الأمريكيين وببغاوات (صحفيين مرافقين لهم) أثناء صولة عزوم قام بها رجال الجيش الشجعان على أحد تجمعات العدو من خلف قطعات العدو أي من مجاميع قتال العصابات كما اعترف العلج اللفتنانت كولونيل بيتر باير وهو بمركز العمليات التكتيكية للواء الثاني التابع للفرقة الأمريكية مشاة الثالثة جنوب بغداد .
وتم قتل أربعة وجرح 15 آخرين حسب الإحصائية التي أعلنها العلج الميجر مايكل برمنغهام كبير ضباط الشؤون العامة بالفرقة الثالثة مشاة الذي قال أن اثنين من الجرحى العلوج إصابتهم حرجة.
وقال العلج باير أن الهجوم العراقي دمر 17 مركبة أمريكية تدميرا شاملا، كما تمكن المقاتلون العراقيون من شن هجوم على القوات الغازية أثناء قيامها إقامة جسر متحرك على نهر ديالى وقتلوا وجرحوا عددا من العلوج.
معارك الناصرية
ولازالت المقاومة مستمرة في مدينة الناصرية حيث شن العراقيون الأبطال هجوما مباغتا على القوات الأمريكية قتلوا منهم الكثير وجرحوا آخرين باستخدام قاذفات (الآربي جي سفن) ورشاشات الكلاشنكوف رغم إعلان القوات الأمريكية أنها سيطرت على مدينة الناصرية.
تصريحات الصحاف
ونفى محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام للصحفيين أن الدبابات الأمريكية سيطرت على القصرين، وقال الصحاف: “دفعوا عددا بسيطا من العربات والمدرعة والجنود، امسكنا بعضهم وقتلنا آخرين، ذبحنا الآن ثلاثة أرباعهم، دمرنا هذا الشيء الصغير الذي جاء عن طريق الدورة، وقال وهو يقف بتحد فوق سطح في قلب بغداد الله يشوي بطونهم في النار.
ووصف أهالي العاصمة بأنهم أبطال .
وجرت معارك بين قوات الحرس الجمهوري مواقع خلف مباني وزارتي الخارجية والإعلام وهي تطلق قذائف (آر.بي.جي) في اتجاه القوات الأمريكية ودارت معركة شرسة عصر اليوم في منطقة فندق الرشيد في بغداد.
وصب المقاتلون العراقيون جهنم النار من الأسلحة الرشاشة والصاروخية والقنابل ليقتلوا من يقتلوا ويدمروا أكبر عدد من المدرعات والدبابات المعادية المسنودة بالطيران المعادي المكثف حيث بلغت الدبابات المشاركة بالهجوم 100 دبابة وعربة قتالية من فرقة المشاة الأميركية الثالثة طبقا لما أفاد به العلج اللفتنانت-كولونيل بيتر باير المسؤول عن العمليات في الفرقة الثالثة من مشاة البحرية الأميركية الذي قال في ذلك اليوم أن العراقيين أبدوا مقاومة عنيفة وقال لقد واجهنا تحديا كبيرا!!!!
وبعد أن رددت الماكنة الإعلامية الأمريكية بأبواقها أن القوة الغازية احتلت وزارة الإعلام وفندق الرشيد كذب المراسلون المتواجدون في بغداد ذلك وعادت القوات الأمريكية لتنفي احتلالها لأي مراكز إدارية عراقية، كما نظمت وزارة الإعلام جولة للصحفيين في شوارع بغداد التي يقول الجيش الأمريكي إنه احتلها ولم يلاحظوا أي تواجد للقوات الغازية.
حرب نفسية
وتصعيدا للحملة النفسية ضد العراقيين قال المتحدث باسم القوات البريطانية بعد غارة بغداد المدرعة ان الوقت قد حان لاستسلام العراق كي يمنع وقوع حرب ودمار داخل العاصمة العراقية بغداد”.
وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في حديث لشبكة “بي بي سي” أن الغارة المدرعة على قلب بغداد “واحدة من عمليات كثيرة” لإبلاغ العالم بأن العراق قد انتهي”
في الوقت نفسه اعترف المتحدث الأمريكي في جنوب العراق بأن المقاومة لا تزال مستمرة في منطقة مطار صدام الدولي وأنها شديدة في القرى القريبة وتستخدم قذائف مضادة للدروع وأسلحة خفيفة.
أول يوم لسرقة النفط العراقي
أغلقت القوات الأمريكية الغازية وشركة المقاولات التابعة له (كيلوغ براون آند روت) آبار النفط في الرميلة بحجة القيام محاولة سريعة لعمل إصلاحات كي يتسنى الشروع في إنتاج النفط الخام، وقال العلج الجنرال روبرت كرير قائد الفرقة الجنوبية الغربية لسلاح المهندسين الأمريكي إن الجهود المشتركة مع فرع (هاليبورتون) الذي يملكه نائب المجرم بوش ديك تشيني الذي يقع مقره في هيوستون بتكساس ركزت على ثلاثة مجالات هي مكافحة الحرائق وعمل تقديرات ووقف العمل في الآبار , ويجب أن نوقف العمل في جميع الآبار ووحدات فصل الغاز والنفط في الرميلة أو نؤمن هذه الآبار والوحدات كي نتوصل إلى تشغيل النظام بأكمله.
وقد اشتركت القوات الأمريكية و(كيلوغ براون آند روت) في وقف العمل في 174 بئرا جنوبي الرميلة وحوالي ثلث الآبار في شمالي الرميلة البالغ عددها 300 بئر وأشار إلى أن ست وحدات لفصل الغاز والنفط في الجنوب ووحدتين في شمالي الحقل أوقف العمل فيها أيضا .
وأوضح كرير “إن السلاح سيقدم ضمانا لنوعية عمل (كيلوغ براون آند روت) بما أننا نرعى مصلحة الحكومة الأميركية”.
صحيفيون يهود بقبضة المقاومة في الحلة
وأعلن “ادام بيتسنسكي” مدير محطة تلفزيون “تي في أن 24” البولندية الخاصة أن المقاتلين العراقيين قبضوا اليوم على الصحافيين مارتشين فيرلي وياجيك كاجماراك في مدينة الحلة وأن صحافيين آخرين من المحطة التلفزيونية قد فرا من مكان الحادث وأبلغا القوات الأميركية باعتقال الآخرين.
وقال أحد الصحافيين الفارين ويدعى ماتيه فوروخ (يهودي) أن الدورية العراقية كانت تضم مسلحين بالزي العسكري وثلاثة مدنيين.
وقالت مولي بينغهام المصورة الصحفية الأمريكية أن السلطات العراقية عاملتها معاملة حسنة حين اعتقلتها من الفندق الذي تنزل فيه في العاصمة بغداد واحتجزتها لأكثر من أسبوع.
وذكرت بينغهام أن سبعة جنود عراقيين اقتادوها هي واثنين من الصحفيين في صحيفة “نيوز داي” من الفندق الذي ينزلون فيه في ساعة متأخرة من الليل لاستجوابي”.
وقالت بينغهام في حديث مع شبكة “أن. بي. سي” مشيرة إلى الزنزانة التي وضعت فيها “لقد دفعت من حر مالي لأحصل على حجر فندقية أسوأ حالاً في إفريقيا، كانت الزنزانة لائقة ونظيفة، افترشت أرض الزنزانة الإسمنتية وكان معي أغطية صوفية وحصلت على ثلاث وجبات في اليوم كما كان يسمح لي بالتوجه إلى المرحاض”.
وأضافت “يمكنني القول أنني عوملت معاملة إنسانية أعتقد أن ذلك حدث معنا جميعا لم نتعرض لتحرش جسدي من أي نوع”.
وعملت بينغهام كمصورة رسمية لـ”آل غور” نائب الرئيس الأمريكي السابق خلال حملته الانتخابية الفاشلة عام 2000 كما غطت صراعات في إفريقيا وأفغانستان قبل أن تتوجه إلى العراق.
العلوج يضربون “الجزيرة”
واتهمت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية القوات الأميركية بإطلاق النار على سيارة تابعة لها قرب بغداد.
وأصدرت القناة بيانا جاء فيه “تعرضت سيارة قناة “الجزيرة” الفضائية لإطلاق نار على الطريق السريع خارج العاصمة العراقية”، مشيرا إلى أن سائق السيارة ذكر ان “مصدر إطلاق النار كان القوات الأميركية”، وأعربت “الجزيرة” عن أسفها لهذا الحادث.
وطلبت من الأطراف كافة “التعامل مع الصحافيين بما تمليه القوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة”.
وتحدث البيان عن “حوادث شبيهة” تعرض لها مراسلو القناة “في إطار أداء مهامهم الصحافية في تغطية الحرب على العراق”.
وأشار إلى “توقيف مراسل “الجزيرة” في شمال العراق وضاح خنفر ثم الإفراج عنه من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وتع
رض مقر القناة في مدينة البصرة جنوب العراق لسقوط “قذائف مباشرة”.
وقال البيان أن القناة سبق أن أبلغت وزارة الدفاع الأميركية بكل “تفاصيل ومقرات إقامة مراسليها” وطلبت إبلاغ المعنيين العسكريين على الأرض بهذه المعلومات.
علي العراقي يفقد ذراعيه وأبويه وأخاه وسبعة من أقاربه لم يكن علي إسماعيل عباس الصبي العراقي الذي يبلغ من العمر 12 عاما، يسكن في مصنع لأسلحة الدمار الشامل، التي رفعت الحرب الأميركية على العراق، شعار استئصالها، وإنما كان يقيم في بيت صغير في منطقة الزعفرانية عندما فاجأه ليلا وهو يغط في نوم عميق، احد الصواريخ التي تطلق عليها واشنطن “الصواريخ الذكية” لقدرتها على إصابة أهدافها بدقة، ليخطف على الفور، ذراعيه، ووالديه وأخاه وسبعة من أقاربه ويحول حياته إلى كابوس لا يعرف كيف ومتى يفيق منه.
قال هذا الصبي في مستشفى الكندي ببغداد “كان الوقت منتصف الليل عندما سقط الصاروخ علينا توفي والدي ووالدتي وأخي وكانت والدتي حاملا في شهرها الخامس وأخرجني الجيران وجاءوا بي إلى هنا كنت مغشيا علي”.
وتساءل علي قائلا والدموع تتحدر على خديه “هل يمكنكم أن تساعدوني على استعادة ذراعي هل تعتقدون أن الأطباء بإمكانهم الحصول على ذراعين آخرين إذا لم أحصل على ذراعين سأموت”.
وقد تم وضع اربعة اطراف له كما تزوج قبل اشهر .
كما قتلت عمته وثلاثة من أولاد عمته وثلاثة أقارب آخرين كانوا يقيمون معهم في المنزل في الهجوم الصاروخي الذي طال منزلهم هذا الأسبوع.
وأضاف علي “لم نكن نريد حربا كنت خائفا من هذه الحرب .. كان منزلنا مجرد كوخ فقير، لماذا يريدون قصفنا”، “كنت أريد أن أصبح ضابط جيش عندما أكبر ولكن لم تعد هذه رغبتي الآن، الآن أريد أن أصبح طبيبا ولكن كيف يمكنني هذا ليس لدي ذراعين”.
وشهد مستشفى الكندي في بغداد – الرصافة ضغطا كبيرا من شدة عدد الجرحى والشهداء الذين يتساقطون بفعل الدمار الأمريكي .
وقال الطبيب أسامة صالح الدليمي وهو جراح عظام ومساعد مدير المستشفى أنهم مثقلون بالعمل ويعانون من نقص في المخدر والأدوية المسكنة بل والعاملين أيضا.
وقال الطبيب صادق المختار “هذه الحرب أكثر تدميرا من كل الحروب السابقة في المعارك السابقة كانت الأسلحة تسبب الإعاقة ليس أكثر، ولكن هذه المرة هي أشد فتكا بكثير”.
وأضاف “قبل الحرب لم أكن اعتبر أميركا عدوا لي، ولكني الآن اعتبرها كذلك، هناك جيش وهناك مدنيون ولابد أن تكون الحرب ضد الجيش إلا أن أميركا تقتل المدنيين”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق